المساهمات : 52 تاريخ التسجيل : 28/09/2008 العمر : 35
موضوع: تكريم اسطورة نادي حي العرب الرياضي الاعب كوبري الأربعاء يناير 14, 2009 2:05 pm
تكريم لاعب حي العرب ( كوبري) المغزي والمضمون كوبري صنع مجداً لحي العرب وكان انشودة في شفاه الجماهير كتب هاشم بابكر – بورتسودان
كان الزمان أمسية صيفية من عام 1974 وكان المكان احد أحياء الديوم الجنوبية من مدينة بورتسودان حيث دارت رحى مطاردة مثيرة كان طرفاها نادي حي العرب والطرف الآخر نادي الاتحاد المنافس القوي أيامها وذلك لكسب توقيع لاعب ناشئ يلعب لفريق النسور اسمه عبد الرحمن محمد ابوبكر الشهير بلقب (كوبري) لانه كان يصيح بزميله كوبري .. وبعدها تكون الكرة العرضية في خبر كان داخل مرمي الخصم بدقة وتركيز وعقلية مذهلة .. نادي الاتحاد طارد بإصرار ومثابرة ولكن سكرتير حي العرب السيد عمر حسن عبد العزيز كان من الذكاء بحيث اتبع تكتيكاً فريداً تمكن بموجبه من التأثير علي أسرة اللاعب وبعدها حسمت المسالة وفاز السوكرتا باللاعب .. في تلك الايام الذهبية كانت ساحات الناشئين بروابطها الخمسة تعج بالمواهب ، والخامات الممتازة علي قفا من يشيل .. كان هناك احمد كلباش وأنور حجاج وقيسوني ونبيل الطيب وترتار وعماد خوجلي والاسيد وحسين عبد الحفيظ واسامة الثغر .. ولحسن الحظ كان حي العرب في ذلك العام يلعق جراح الهبوط المر من الدرجة الأولي لأول مرة في تاريخه ، وتمكن من الصعود مرة اخري ، ولكن إدارة النادي اختارت ان
تغير جلد الفريق بنسبة تسعين بالمائة فكانت تلك الحملة الرائعة التي أسفرت عن ضم كوكبة أصبحوا نجوماً استثنائية بحي العرب امضوا مواسماً كالحلم العابر ولكنها ظلت راسخة في اذهان وقلوب الجماهير ولا زالت .. ولكن ما قدمه اللاعب عبد الرحمن كوبري كان متميزاً .. استطاع بموهبته ونبوغه المبكر ان يصنع مجداً لحي العرب لا يدانيه مجد وصار أسطورة مثار حديث مجتمعات المدينة وخارجها لما يسطره علي الملعب من فنون وإبداعات وحيل ذكية يقهر بها الخصوم ويفلت بها من الرقابات ويتفادي محاولات الاعتداءات الغير رياضية ويخلب الباب الجماهير باهدافه وتمريراته التي تبعث النشوة في الأوصال ... وبجانب قيادته الفذة للفريق الا انه شكل ثنائياً خطيراً مع شقيقه ( ترتار) الجناح الأيمن السريع جداً بل ثلاثياً بالاشتراك مع المايسترو العظيم حسن قيسوني بل رباعياً مع الفلتة الكروية (نبيل) وأصبحت المسألة بالنسبة للخصوم كما يقول المصريون ( مالهاش حل ) ... وعلي المستوي الشخصي ، افرد (كوبري) لنفسه صفحة متفردة قوامها السلوك الرياضي الممتاز والرفيع واحترام المنافسين والحكام حتي ان سجلات اتحاد كرة القدم تحفظ له بطاقة إنذار صفراء واحدة فقط طوال تاريخه الرياضي بالملاعب نالها بالخطأ ويقال ان الحكم ندم عليها فيما بعد ..
انجازاته الرياضية مع حي العرب ومنتخب بورتسودان لا يتسع المجال لحصرها ، وأهدافه الذهبية تتضاءل أمام عبقريتها ما نشاهده اليوم في المنافسات العالمية .. وعندما نضجت التجربة وتكاملت الخبرة لفت كوبري النظر بمستواه العالي حيث أقنعه بعض محبي نادي الهلال العاصمي بالانتقال اليه في العام 1981 ولكن نظراً لشعبية اللاعب الكبيرة في الشرق وتحت ضغط القاعدة الجماهيرية علي مجلس إدارة حي العرب أمكن للسوكرتا استعادة اللاعب من الخرطوم في نفس العام لأنه حتى ذلك الوقت كانت مشاعر العشق للنادي والفريق ملتهبه وتروي عنها الأقاصيص وكان رحيل اللاعب عن النادي أشبه بانتزاع قطعة من النسيج الحي للجسد والمه يعادل خلع اصبع او عضو من الجسم ، أما مجرد التفكير في بيع اللاعب كان يعد امراً من المحظورات لا وجود له في القاموس قبل ان يطل الزمن الذي أصبح من ضمن عمل المجلس ايجاد لجنة للاستثمار وبيع اللاعبين حيث رجع ( كوبري ) إلي بورتسودان وأكمل مشواره ونال شرف تمثيل السودان دولياً مع حي العرب إفريقيا وعربياً عبر سنوات زاهيات بالمجد والعظمة ... وعلي امتداد الحدود الإقليمية احتفظت مدينة بورتسودان بحكم موقعها المتاخم لميناء جده والتواصل السهل الذي كان قائماً بصلات حميمة مع اندية الكرة بالمملكة لذا فان الفرصة كانت متاحة للامير خالد بن فهد ليشهد موهبة اللاعب السوداني كوبري وهو يتدرب مع فريق ناديه الاتحاد السعودي واعجب جداً بمستواه ودعاه للانضمام للاتحاد وسار الامر خطوات لولا ان ترتيبات اقدم عليها اتحاد الكرة السعودي لتنظيم مشاركة اللاعبين الاجانب حالت دون بقاء كوبري بالمملكة ومن ثم عاد الي حي العرب في عام 1982 ليواصل معه مسيرة التألق والعطاء .. وبقيت له صداقات لعل اخرها مع اللاعب محمد نور وهو مرشح للحضور والمشاركة في مهرجان تكريم كوبري بجانب نجوم من القمة والولايات وبورتسودان ان شاء الله ... وتوالت محطات الفرح .. بطولة الدوري المحلي لاكثر من 10 نسخ، بطولة الاقليم الشرقي علي نطاق الولاية الشرقية الكبري لعدة دورات .. نال لقب هداف دورة التضامن الاولي وهداف ونجم الموسم بالثغر لعدة بطولات .. قاد فرقة السوكرتا ليصبح اول فريق اقليمي يصل الي المربع الذهبي آنذاك ( دوري السودان ) لسنوات ثلاثة او تزيد موسم 92 – 1993م . توشح حي العرب خلالها بالميدالية الفضية والبرونزية والمركز الرابع .. وكلها محطات تبقي في الوجدان والذاكرة وسجلات المجد والانجاز لا تمحوها الايام . صحب مسيرة اللاعب عبد الرحمن كوبري تواضع شديد وادب جم وتعامل مهذب مع ادارته وقاعدته ومدربيه هو ديدن تلك الايام ... لا طرد من الملعب ولا عقوبات ولا مجالس محاسبة ولاشره للمال لا تحده حدود .. كان اللاعبون وقتها ( يحترفون ) الولاء للشعار ويتنسّمون هواء الانتماء النقي للنادي والكيان الرمز ممارسة ومعايشة والتصاق بالجماهير .. وكانت التسجيلات موسماً لتجديد الولاءات وتأكيد الهوية قبل ان تصبح مزاداً في ايدي السماسرة والوسطاء ومحترفي المقالب .. وكانت الانتصارات الميدانية شارة حب للاعب تجاه عشاق النادي منه واليه وليس وسيلة لاستلام الحوافز ... وعندما اخذ التاريخ دورته ، حتي النهايات كان لها طعم ومعني مع (كوبري) ... لم يبخل بموهبته الرائعة وانما وزع فنه علي الجميع .. عمر طويلاً في الملاعب واتحف بمستواه الراقي فريق الشبيبه النادي الكبير ببورتسودان بموسم حافل بالاثارة عام 1996م زامله فيه نجوم الكرة بالسودان آنذاك .. الحارس الدولي شنان خضر ن حداثه ن عصام عموش ، بلاتيني وعادل محمد صالح وكان ذلك تقديراً منه لاسرة الشبيبة ولدعوة كريمة من رئيسها السيد خالد بعشر ... ثم سنحت الفرصة لكوبري لرد الدين لمجتمعه الصغير بنادي النسور خلال توقفه عن اللعب لحي العرب حيث شارك في صفوف الفريق وصعد بهم للدرجة الثانية عن جدارة .. ولكن ظل اسمه مرتبطاً بحي العرب رمزاً ومعني وانشودة عذبة علي شفاه الجماهير .. ( كوبري آيو .. إنيبو) . ووزير الثقافة والرياضة بالبحر الاحمر الدكتور طاهر محمد موسي عندما يأمر بتكوين لجنة من 14 شخصاً بقرار وزاري لتكريم ( كوبري) فهو ينطلق من مفهوم ن عبد الرحمن كوبري هو ملك للجميع وثروة رياضية وكل اهل بورتسودان ومحبي فنه علي اختلاف الوان انديتهم هم احق بتكريمه لما امتعهم به وجمل امسياتهم وعطر ملاعبهم ن ولعلها لفتة بارعة ولمسه كريمة للوفاء يشكر عليها السيد الوزير فمن الرائع ان نعرف اقدار الناس ونكرمهم وهم احياء يرزقون .. ونظل نحلم بمهرجان في حجم كوبري وما قدمه داوياً مطلاً علي كل شرفات التاريخ .. وصفحة تقدير ووفاء نضيفها الي صفحات اشرقت وسمت وامتلأت كالسحاب .. ويبقي نادي حي العرب راعي التكريم هو الاصالة والوفاء والتاريخ والوعد وصانع الرجال ...